زخم غير مسبوق للدبلوماسية المغربية يقرب الحل النهائي لقضية الصحراء

 زخم غير مسبوق للدبلوماسية المغربية يقرب الحل النهائي لقضية الصحراء
آخر ساعة
الجمعة 18 أبريل 2025 - 21:55

تعيش الدبلوماسية المغربية في السنوات الأخيرة واحدة من أنجح مراحلها، حيث تواصل المملكة جني ثمار استراتيجية خارجية متوازنة، ذكية، وطموحة، رسخت موقع المغرب كشريك موثوق به إقليمياً ودولياً، وعززت من قضيته الوطنية الأولى: قضية الصحراء المغربية.

وفي مقابل النجاحات المغربية، يعيش كيان البوليساريو حالة من الارتباك الداخلي والعزلة الخارجية، مع توالي الانشقاقات، واحتجاجات في مخيمات تندوف على فساد القيادة واستغلال المساعدات الإنسانية، وسط صمت مطبق من داعمي الجبهة التقليديين، وعلى رأسهم الجزائر التي تواجه بدورها أزمات داخلية وخارجية متلاحقة.

الأيام القليلة الماضية أكدت أن الاتجاه نحو حل نهائي للقضية اتخذ منحىً متسارعاً حقا، خصوصا الجولة التي يقوم بها وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة في أوروبا، والتي جددت خلالها دول عديدة تأييدها لمقترح الحكم الذاتي باعتبارها الحل الأنجح لقضية الصحراء.

فمن مولدافيا إلى إستونيا، ثم هنغاريا وبرلمان أمريكا الوسطى، وسلوفينيا، وأيضاً إسبانيا وفرنسا، وفي الغالب لن يقف الأمر ها هنا، وسيكون لكل هذا الزخم ما بعده.

قبلها بأيام قليلة، جددت الولايات المتحدة، على لسان كاتب الدولي الأمريكي ماركو روبيو، التأكيد على أن الولايات المتحدة تعترف بسيادة المغرب على الصحراء، وأنها تدعم مقترح الحكم الذاتي "الجدي وذا المصداقية والواقعي كأساس وحيد لحل عادل ودائم لهذا النزاع".

وفي نفس الفترة الزمنية تقريبا، أعلن عضو الكونغرس الأمريكي جو ويلسون أنه سيقدم للكونغرس تشريعا يصنّف بموجِبِه تنظيم البوليساريو منظمة إرهابية.

ولمح المتحدث إلى وجود روابط محتملة بين البوليساريو وروسيا وإيران، مما يعتبره جزءا من "محور العدوان" الذي يهدد الأمن في منطقة الساحل وشمال إفريقيا.

كما أكد ويلسون على دعمه لمقترح الحكم الذاتي الذي يقدمه المغرب كحل للنزاع حول الصحراء، معتبرا إياه "الحل الوحيد الممكن".

ولعل كل هذه الإنجازات دفعت السفير الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، للتعبيرعن تطلعه في أن تُكلّل الجهود الدبلوماسية الحثيثة التي تبذلها المملكة على مختلف المستويات، بنتائج ملموسة قبل حلول الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء في نوفمبر 2025، "حتى نحتفل بهذه المناسبة الوطنية العظيمة في أجواء من النصر والوحدة والاستقرار".

لعله من المؤكد أن الاحتفال بالذكرى الخمسين للصحراء المغربية هذه السنة لن يكون كغيره، وقد يشهد إنجازاً تاريخيا ينهي عقوداً من التعنت والحماقة بالمنطقة.

لقد صار من الواضح أن العالم بدأ ينظر إلى النزاع من زاوية الاستقرار الإقليمي، وليس من منظور شعارات الماضي البائد، والمغرب، ببعد نظره واستقراره ومصداقيته، يفرض اليوم نفسه طرفاً لا يُلتف عليه، في معادلة تتغير لصالحه يوماً بعد يوم.